قال الدكتور احمد زويل الحاصل علي جائزة نوبل في أن مشكلة التعليم في مصر تمثل قضية أمن قومي ويحتاج حلها لمخاطبة عقول الطلاب بعيدا عن الضرب والضغط وأسلوب القهر ضدهم، وذلك خلال أول لقاء بطلاب وأعضاء هيئة تدريس جامعة الإسكندرية منذ تخرجه بكلية العلوم عام 67 بحضور دكتور هاني هلال وزير التعليم العالي ودكتورة هند حنفي رئيس الجامعة.
وأشار زويل إلى ضرورة أن لا تكون الجامعة مجرد اختراعات وقاعات علم فقط، بل يجب أن تتحول لبيئة ومناخ علمي وثقافي مناسبين، لافتاً إلى وجود نوعين من الأبحاث العلمية "فردية" وتنشر في إحدى المجلات العلمية والأبحاث "الناقلة" والتي من شانها تغير مجرى التاريخ العلمي وهذا يحتاج إلى فريق عمل.
وأكد زويل علي عدم قدرة أي دولة بالقيام بتطوير البحث العلمي لبلد أخرى ولكن ما تفعله الولايات المتحدة والرئيس باراك أوباما في مبادرته لمصر والعالم العربي والإسلامي هو تحفيز لهذه العملية التي لن تتم إلا في بلاد لديها خطة واضحة ومراكز بحثية متميزة، قائلا: علي كل دولة أن تحفز نفسها بنفسها.
وأوضح زويل أنه ليس هناك تعارض بين الدين والعلم وسيشهد القرن الحالي ابرز العلاقات بينهم وبين الاعتقادات الدينية في المجتمع، مطالبا بتأهيل علماء في الدين والعلم لمناقشة الأمور البحثية وعلاقتها بالدين وقيمتها وأسباب الوصول إليها حتى يخرج البحث إلى مجتمع واعي متعلم ويملك القدرة على المناقشة بلا سلبية حقيقة.
ولفت زويل إلى انه في بداية بحثه العلمي واجه أكثر من نوع من الصعوبات العليمة والثقافية والسياسية في العالم الغربي مطالباً الطلاب بالصمود أمام كل الصعوبات مهما اشتدت قسوتها وإلا لن يستفيدوا ولن يفيدوا بلدهم ولابد من تعلم القدرة على المواجهة.
وطالب الحكومات بإعطاء الشباب المناخ والفرصة المناسبة للارتقاء بهم ودولهم، لافتا إلي أن مصر في قدرتها الشبابية، مطالبا الحكومة بإعادة النظر من جديد في ميزانية البحث العلمي، والنجاح يتطلب فصل التدريس عن البحث العلمي.
وأكد زويل علي أن مصر بحاجة إلي تطوير مجال البحث العلمي وهذا يتطلب جلب خبرات الخارج لاستفادة منها ووجود مراكز للبحث العلمي معترف بها عالمياً، ونوة عن أن رجال الأعمال لن يقوموا بتمويل البحث العلمي إلا بعد أن تتبنى الدولة تمويله.
وأخيرا قال زويل إلى أن خطبة اوباما بجامعة القاهرة لم تأتى بالكثير نظراً لان الحكومة الأمريكية لا تتمركز في شخص واحد وإنما هناك مؤسسات ومجلس شيوخ الأمور في أيديهم ـ لكن مبادرة عربي الأصل وإرسال مستشارين له داخل العالم الإسلامي يعتبر بذرة لبداية لا بد من رعايتها من قبل العالم الإسلامي والعربي أنفسهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق